تعرف على: لقاح سرطان عنق الرحم (HPV)

لقاح سرطان عنق الرحم (HPV): كل ما تحتاج معرفته لحماية صحتك
سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطانات التي يمكن الوقاية منها بفضل التقدم الطبي، خاصةً مع وجود لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). هذا اللقاح ليس مجرد أداة وقائية، بل إنقاذٌ لحياة الملايين حول العالم. فما هو هذا اللقاح؟ وكيف يعمل؟ وما أهميته؟
ما هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)؟
فيروس الورم الحليمي البشري هو مجموعة من الفيروسات الشائعة التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي أو التلامس الجلدي. يوجد أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس، بعضها يسبب الثآليل الجلدية، بينما يرتبط بعضها الآخر بسرطانات مثل سرطان عنق الرحم، الفرج، المهبل، الشرج، والحلق.
الأمر المقلق أن معظم المصابين بفيروس HPV لا تظهر عليهم أعراض، مما يزيد من خطر انتقال العدوى دون وعي. هنا يأتي دور اللقاح، الذي يمنع الإصابة بالأنواع الأكثر خطورة من الفيروس.
كيف يعمل لقاح HPV؟
يعمل اللقاح عن طريق تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة ضد أنواع محددة من فيروس HPV، خاصة النوعين 16 و18، المسؤولين عن 70% من حالات سرطان عنق الرحم. هناك أيضًا حماية ضد أنواع أخرى تسبب الثآليل التناسلية.
يُعطى اللقاح على جرعات متعددة (عادةً جرعتين أو ثلاث حسب العمر)، ويُفضل تناوله قبل التعرض للفيروس، أي في سن المراهقة المبكرة. ومع ذلك، يمكن للبالغين حتى عمر 45 سنة الاستفادة منه في بعض الحالات.
من يجب أن يحصل على اللقاح؟
يوصى بتلقيح الفتيات والفتيان بدءًا من عمر 9 إلى 12 سنة، حيث يكون الجهاز المناعي أكثر استجابة. كما يمكن للنساء والرجال حتى عمر 26 سنة الحصول على اللقاح إذا لم يكونوا قد تلقوه سابقًا.
أظهرت الدراسات أن تلقيح الذكور لا يحميهم فقط من السرطانات المرتبطة بـ HPV، بل يقلل أيضًا من انتشار الفيروس بين الشركاء الجنسيين، مما يعزز الحماية المجتمعية.
هل اللقاح آمن؟
نعم، لقاح HPV آمن وفعّال، وقد خضع لاختبارات مكثفة قبل الموافقة عليه. مثل أي لقاح، قد تظهر بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الألم في موقع الحقن، أو الدوخة الخفيفة، لكنها تزول سريعًا.
الخرافات حول تسبب اللقاح في مشاكل صحية خطيرة لا أساس لها علميًا. على العكس، فإن فوائده تفوق أي مخاطر محتملة، حيث قلّص عدد الإصابات بسرطان عنق الرحم في الدول التي أدخلت التطعيم ضمن برامجها الوطنية.
لماذا يُعد هذا اللقاح ثورة في الطب الوقائي؟
قبل ظهور اللقاح، كان سرطان عنق الرحم أحد الأسباب الرئيسية لوفيات السرطان بين النساء. اليوم، مع انتشار التطعيم، انخفضت الإصابات بالثآليل التناسلية والآفات السرطانية المبكرة بنسبة تصل إلى 90% في بعض المناطق.
الحصول على اللقاح، إلى جانب الفحوصات الدورية مثل مسحة عنق الرحم (Pap smear)، يشكل درعًا وقائيًا متكاملًا. فالتوعية بأهمية هذا اللقاح يمكن أن تنقذ الأجيال القادمة من معاناة يمكن تجنبها.
الوقاية خيرٌ من العلاج، وفي حالة لقاح HPV، فإن هذه الجملة ليست مجرد شعار، بل حقيقة طبية تدعمها الأرقام والتجارب. استشر طبيبك اليوم لمعرفة المزيد عن كيفية حماية نفسك وأحبائك.