تعرف على: نزيف ما بعد انقطاع الطمث

نزيف ما بعد انقطاع الطمث: الأسباب، الأعراض، ومتى يجب استشارة الطبيب؟

عندما تصل المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث، تتوقع أن تنتهي دورتها الشهرية إلى الأبد. لكن في بعض الأحيان، قد تلاحظ نزيفًا مهبليًا غير متوقع، مما يثير القلق لديها. فما أسباب هذا النزيف؟ وهل يشكل خطرًا على الصحة؟ هذا المقال سيسلط الضوء على هذه الظاهرة، ويقدم معلومات واضحة حول كيفية التعامل معها.

ما هو نزيف ما بعد انقطاع الطمث؟

انقطاع الطمث هو المرحلة التي تتوقف فيها الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا متتاليًا. أي نزيف مهبلي يحدث بعد هذه الفترة يُعرف بـ “نزيف ما بعد انقطاع الطمث”. قد يتراوح هذا النزيف بين بقع خفيفة إلى نزيف غزير، وفي جميع الحالات، يجب عدم تجاهله لأنه قد يكون علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي.

أسباب نزيف ما بعد انقطاع الطمث

هناك عدة أسباب محتملة لهذا النزيف، بعضها بسيط، والبعض الآخر قد يكون خطيرًا:

1. ضمور بطانة الرحم

مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، تصبح بطانة الرحم أرق وأكثر هشاشة، مما يجعلها عرضة للنزيف عند أي احتكاك بسيط، مثل أثناء العلاقة الزوجية أو حتى الفحص الطبي.

2. الأورام الحميدة في الرحم أو عنق الرحم

الأورام الحميدة هي زوائد غير سرطانية تنمو في الرحم أو عنق الرحم، وقد تسبب نزيفًا غير منتظم. رغم أنها غير خطيرة في معظم الأحيان، إلا أن استئصالها قد يكون ضروريًا في بعض الحالات.

3. العلاج الهرموني

بعض النساء يتناولن العلاج الهرموني التعويضي لتخفيف أعراض انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة. هذا العلاج قد يؤدي أحيانًا إلى نزيف مهبلي كأثر جانبي.

4. سرطان بطانة الرحم أو عنق الرحم

رغم ندرته، إلا أن النزيف بعد انقطاع الطمث قد يكون علامة على سرطان بطانة الرحم أو عنق الرحم، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل آلام الحوض أو فقدان الوزن غير المبرر.

5. التهابات أو عدوى المهبل

جفاف المهبل بعد انقطاع الطمث يزيد من خطر الالتهابات، والتي قد تسبب نزيفًا خفيفًا أو إفرازات دموية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

أي نزيف بعد انقطاع الطمث يستدعي استشارة طبية فورية، خاصة إذا كان:
– غزيرًا أو يستمر لأكثر من يومين.
– مصحوبًا بآلام في الحوض أو البطن.
– متكررًا دون سبب واضح.
– مترافقًا مع أعراض أخرى مثل التعب الشديد أو فقدان الوزن.

كيف يتم التشخيص؟

سيقوم الطبيب بإجراء فحص شامل، وقد يشمل ذلك:
الفحص السريري لتقييم حالة الرحم والمهبل.
الموجات فوق الصوتية للكشف عن أي تغيرات في بطانة الرحم.
خزعة من بطانة الرحم لاستبعاد وجود خلايا سرطانية.
فحص عنق الرحم (مسحة عنق الرحم) للكشف عن أي تشوهات.

العلاج المتاح

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء النزيف:
– إذا كان السبب ضمور بطانة الرحم، قد يوصي الطبيب بمرطبات مهبلية أو علاج هرموني موضعي.
– في حال وجود أورام حميدة، قد يتم استئصالها جراحيًا.
– إذا تم تشخيص سرطان بطانة الرحم، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.

الخلاصة

نزيف ما بعد انقطاع الطمث ليس أمرًا طبيعيًا، ولا يجب تجاهله. في حين أن بعض أسبابه بسيطة، إلا أن البعض الآخر قد يكون خطيرًا. لذلك، من الضروري التوجه إلى الطبيب عند ملاحظة أي نزيف غير طبيعي، لأن الكشف المبكر يزيد من فرص العلاج الفعال ويضمن الحفاظ على الصحة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى