كيف تدعم شخصًا يعاني من الاكتئاب؟ دليل عملي للمساعدة

فهم الاكتئاب أولًا

قبل أن تبدأ في دعم شخص يعاني من الاكتئاب، من المهم أن تفهم طبيعة هذه الحالة. الاكتئاب ليس مجرد شعور عابر بالحزن، بل هو اضطراب نفسي يؤثر على المزاج والطاقة والقدرة على ممارسة الحياة اليومية. قد يبدو الشخص المكتئب متعبًا، منعزلًا، أو حتى سريع الانفعال. فهمك لهذه الأعراض سيساعدك على تقديم الدعم المناسب دون إصدار أحكام مسبقة.

الاستماع بلا شروط

أحد أهم الأشياء التي يمكنك تقديمها لشخص يعاني من الاكتئاب هو الاستماع إليه دون محاولة إصلاح مشكلته على الفور. غالبًا ما يحتاج الشخص إلى مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره دون خوف من النقد أو النصائح غير المرغوب فيها. قل له: “أنا هنا من أجلك” أو “يمكنك التحدث معي متى شئت”، واترك له المجال ليقول ما يشعر به دون مقاطعة.

تجنب العبارات الجارحة

قد نقع أحيانًا في خطأ استخدام عبارات مثل “انظر إلى الجانب المشرق” أو “هذا مجرد شعور مؤقت”، لكن هذه العبارات قد تجعل الشخص المكتئب يشعر بأن مشاعره غير مهمة. بدلًا من ذلك، استخدم كلمات تعبر عن التعاطف مثل: “يبدو أنك تمر بوقت صعب، وأنا آسف لأنك تشعر بهذا”.

شجعه على طلب المساعدة المتخصصة

في كثير من الأحيان، يحتاج الاكتئاب إلى تدخل طبي أو نفسي. إذا لاحظت أن الشخص لا يتحسن، شجعه بلطف على زيارة طبيب نفسي أو معالج. يمكنك أن تقول: “لاحظت أنك تكافح مؤخرًا، هل فكرت في التحدث إلى متخصص؟”. تجنب إجباره، ولكن كن داعمًا إذا قرر اتخاذ هذه الخطوة.

كن حاضرًا حتى في الصمت

لا يحتاج الشخص المكتئاب دائمًا إلى محادثات عميقة. أحيانًا، مجرد وجودك بجانبه يحدث فرقًا كبيرًا. اقترح أن تقوما بنشاط بسيط معًا، مثل المشي أو مشاهدة فيلم، حتى لو لم يبدِ حماسًا كبيرًا. المهم أن يشعر بأنه ليس وحيدًا.

اعتنِ بنفسك أيضًا

دعم شخص يعاني من الاكتئاب قد يكون مرهقًا عاطفيًا. لا تهمل احتياجاتك النفسية، وتذكر أنك لست مسؤولًا عن شفائه. حدد حدودًا صحية، واطلب الدعم إذا احتجت إليه. بهذه الطريقة، ستكون أكثر قدرة على مساعدة من تحب.

الصبر هو المفتاح

الشفاء من الاكتئاب ليس عملية خطية، وقد يكون هناك أيام جيدة وأخرى صعبة. لا تتوقع تحسنًا سريعًا، ولا تيأس إذا لم تلاحظ تقدمًا فوريًا. استمر في تقديم الدعم الثابت، وكن صبورًا. في النهاية، وجود شخص يثق به ويشعر بالأمان معه قد يكون بداية الطريق نحو التعافي.