شروط الأضحية الصحيحة في المذاهب الأربعة: دليل شامل لكل مسلم

الأضحية من الشعائر العظيمة في الإسلام، والتي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى في أيام النحر. لكن لكي تكون الأضحية مقبولة، يجب أن تتوفر فيها شروط محددة وفقًا للمذاهب الفقهية الأربعة: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل شروط الأضحية الصحيحة كما وردت في هذه المذاهب، مع توضيح أوجه الاتفاق والاختلاف بينها.

شروط الأضحية من حيث السن

أول ما يُنظر إليه في الأضحية هو بلوغها السن المطلوب شرعًا، وهو يختلف قليلًا بين المذاهب:

• المذهب الحنفي: يشترط أن تكون الأضحية من الإبل قد أكملت خمس سنوات، ومن البقر سنتين، ومن الضأن ستة أشهر، ومن الماعز سنة كاملة.
• المذهب المالكي: يشترط في الإبل خمس سنوات، وفي البقر سنتين، وفي الماعز سنة، وفي الضأن ستة أشهر.
• المذهب الشافعي والحنبلي: يشترطان في الإبل خمس سنوات، وفي البقر سنتين، وفي الماعز سنة، أما الضأن فيكفي فيها ستة أشهر إذا كانت سمينة.

شروط الأضحية من حيث السلامة من العيوب

لا تقبل الأضحية إذا كانت بها عيوب تُضعف لحمها أو تنقص قيمتها، وهناك اتفاق بين المذاهب على بعض العيوب مع اختلافات طفيفة:

• العوراء البيّن عورها: لا تجزئ عند الجميع إلا المالكية، حيث أجازوها إذا كانت سمينة.
• العرجاء البيّن عرجها: لا تجزئ عند الأئمة الأربعة.
• المريضة البيّن مرضها: لا تجزئ بالإجماع.
• الهزيلة التي لا مخ فيها: لا تجزئ عند الجميع.

شروط الأضحية من حيث الملكية والنية

لكي تكون الأضحية صحيحة، يجب أن تكون مملوكة للمضحي وقت الذبح، وأن ينوي التقرب إلى الله بها:

• الملكية: يشترط أن تكون الأضحية مملوكة للمضحي أو مأذونًا له في التضحية بها.
• النية: يجب أن ينوي المضحي الأضحية عند الذبح، وهذا شرط متفق عليه بين المذاهب.

وقت ذبح الأضحية

يختلف وقت الذبح قليلًا بين المذاهب:

• الحنفية والمالكية والشافعية: يبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة).
• الحنابلة: يبدأ الوقت بعد الصلاة وينتهي بغروب الشمس في اليوم الثاني عشر.

هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟

• الإبل والبقر: يجوز الاشتراك فيها بشرط ألا يزيد عدد المشاركين عن سبعة، وهذا متفق عليه بين المذاهب.
• الضأن والماعز: لا يجوز الاشتراك فيها، فهي تذبح عن شخص واحد.

الخلاصة

الأضحية عبادة عظيمة تحتاج إلى تحقق شروطها كاملة لتصبح مقبولة. من الضروري للمسلم أن يراعي سن الأضحية، وسلامتها من العيوب، ووقت الذبح، والنية الصادقة. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات بين المذاهب في التفاصيل، إلا أن الأصل هو التقرب إلى الله بإخلاص واتباع ما يتيسر من هذه الشروط وفقًا للمذهب الذي يتبعه المسلم.