تعرف على مرض النقرس: الأسباب والأعراض وطرق العلاج الفعالة

مرض النقرس، أو ما يُعرف بـ “داء الملوك”، هو أحد أنواع التهاب المفاصل المؤلم الذي ينتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. يُصيب هذا المرض الملايين حول العالم، ويُسبب نوبات ألم شديدة تظهر فجأة، خاصة في إصبع القدم الكبير. فما هي أسباب النقرس؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

ما هو مرض النقرس؟

النقرس هو اضطراب التهابي يحدث عندما يرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى تكوين بلورات حادة تترسب في المفاصل والأنسجة المحيطة. هذه البلورات تسبب التورم والاحمرار والألم الشديد، وغالبًا ما تظهر الأعراض في مفصل واحد في البداية، ثم قد تنتشر إلى مفاصل أخرى إذا لم يتم السيطرة على الحالة.

أسباب الإصابة بمرض النقرس

هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالنقرس، منها:

1. ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم

يُنتج الجسم حمض اليوريك أثناء تكسير البيورينات، وهي مركبات موجودة في بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية. عندما لا يتم التخلص من هذا الحمض بكفاءة عبر الكلى، يتراكم في الجسم مسببًا النقرس.

2. العوامل الوراثية

إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالنقرس، فقد تزداد احتمالية إصابتك به بسبب الجينات.

3. النظام الغذائي غير الصحي

تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالبيورينات، مثل اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية والمشروبات المحلاة بسكر الفركتوز، يزيد من خطر الإصابة.

4. بعض الأمراض المزمنة

مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة أكثر عرضة للإصابة بالنقرس بسبب اضطرابات التمثيل الغذائي.

5. الأدوية

بعض الأدوية مثل مدرات البول قد ترفع مستويات حمض اليوريك في الدم.

أعراض النقرس الشائعة

تظهر أعراض النقرس فجأة وغالبًا في الليل، وتشمل:
– ألم شديد في المفصل المصاب، خاصة إصبع القدم الكبير.
– تورم واحمرار حول المفصل.
– الشعور بحرارة في المنطقة المصابة.
– صعوبة في تحريك المفصل بسبب الألم والتورم.

في الحالات المزمنة، قد تتكون كتل تحت الجلد تسمى “توفة” (Tophi) نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك.

كيف يتم تشخيص النقرس؟

يتم تشخيص النقرس بعدة طرق، منها:
– فحص السائل المفصلي: حيث يتم سحب عينة من السائل الموجود في المفصل للكشف عن بلورات حمض اليوريك.
– تحاليل الدم: لقياس مستوى حمض اليوريك، رغم أن بعض المرضى قد يكون لديهم مستويات طبيعية أثناء النوبة.
– الأشعة السينية: للكشف عن تلف المفاصل في الحالات المتقدمة.

علاج النقرس والوقاية منه

1. الأدوية

يصف الأطباء أدوية لتخفيف الألم والالتهاب خلال النوبات الحادة، مثل:
– مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
– الكولشيسين، خاصة إذا كان المريض لا يتحمل مضادات الالتهاب.
– الكورتيكوستيرويدات في الحالات الشديدة.

أما للوقاية من النوبات المستقبلية، فقد يُوصى بأدوية تخفض مستوى حمض اليوريك مثل الألوبيورينول.

2. تغيير نمط الحياة

• تجنب الأطعمة الغنية بالبيورينات: مثل اللحوم الحمراء والمحار والكبد.
• شرب الماء بكثرة: لمساعدة الكلى على التخلص من حمض اليوريك.
• تقليل الوزن: لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة.
• ممارسة الرياضة: لتحسين صحة المفاصل وتقليل الالتهاب.

3. العلاجات الطبيعية

بعض الأشخاص يلجأون إلى العلاجات المنزلية مثل:
– وضع كمادات باردة على المفصل المصاب.
– تناول الكرز أو عصيره، حيث أظهرت بعض الدراسات أنه قد يقلل من نوبات النقرس.

كيف تحمي نفسك من النقرس؟

الوقاية خير من العلاج، لذا يمكنك تقليل خطر الإصابة بالنقرس عبر:
– اتباع نظام غذائي متوازن قليل البيورينات.
– تجنب المشروبات الكحولية والمحلاة.
– الحفاظ على وزن صحي.
– المتابعة الدورية مع الطبيب إذا كنت معرضًا للإصابة.

النقرس مرض مؤلم، لكن مع العلاج المناسب وتغيير العادات اليومية، يمكن السيطرة عليه ومنع تكرر النوبات. إذا كنت تعاني من أعراض تشبه النقرس، فاستشر الطبيب فورًا لتلقي التشخيص والعلاج المناسب.