تعرف على: أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية

التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية: لماذا يُعد ضرورة صحية لا غنى عنها؟

مع تغير الفصول واقتراب موسم الإنفلونزا، يبرز سؤال مهم: هل التطعيم ضد الإنفلونزا ضروري حقًا؟ الإجابة ببساطة هي نعم، فالتطعيم ليس مجرد إجراء وقائي روتيني، بل هو خطوة حيوية لحماية الأفراد والمجتمعات من مضاعفات قد تكون خطيرة. في هذا المقال، سنستعرض أهمية التطعيم، وكيف يعمل، ولماذا يجب أن يكون جزءًا من روتينك الصحي السنوي.

ما هي الإنفلونزا الموسمية؟

الإنفلونزا ليست مجرد نزلة برد عابرة، بل هي عدوى فيروسية شديدة تؤثر على الجهاز التنفسي. تظهر أعراضها فجأة وتشمل الحمى، السعال، آلام العضلات، والتعب الشديد. في بعض الحالات، قد تؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي أو تفاقم الأمراض المزمنة، خاصة لدى كبار السن، الأطفال، والحوامل.

كيف يعمل لقاح الإنفلونزا؟

يحتوي اللقاح على فيروسات معطلة أو ضعيفة تحفز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة دون التسبب بالمرض. عندما يتعرض الجسم لسلالة الفيروس الحقيقية لاحقًا، يكون الجهاز المناعي مستعدًا لمقاومتها بفعالية. يتم تحديث اللقاح سنويًا لمواكبة تحور الفيروس، مما يجعله الوسيلة الأفضل للوقاية.

لماذا يُعد التطعيم ضروريًا؟

1. الحماية الفردية من المضاعفات الخطيرة

يقلل التطعيم من خطر الإصابة بالإنفلونزا بنسبة تصل إلى 60%، ويخفف حدة الأعراض إذا حدثت العدوى. كما يقلل احتمالية الدخول إلى المستشفى، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل مرضى السكري وأمراض القلب.

2. حماية المجتمع وتقليل انتشار العدوى

عندما يحصل عدد كبير من الأفراد على التطعيم، تنخفض فرص تفشي الإنفلونزا، مما يحمي الذين لا يستطيعون تلقي اللقاح (مثل الرضع أو أصحاب الحساسية الشديدة). هذه الظاهرة تُعرف بـ “مناعة القطيع”.

3. تخفيف العبء على المنظومة الصحية

في مواسم الإنفلونزا الشديدة، تزداد أعداد المرضى في المستشفيات والعيادات، مما يشكل ضغطًا على الكوادر الطبية. التطعيم يساهم في تقليل هذا العبء، مما يضمن توفر الرعاية لمن يحتاجها حقًا.

من يجب أن يحصل على اللقاح؟

يوصى بالتطعيم السنوي للفئات التالية:
الأطفال من عمر 6 أشهر فما فوق.
كبار السن (65 عامًا فأكثر).
الحوامل، لحمايتهن وحماية أجنتهن.
أصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو والسكري.
العاملون في القطاع الصحي أو أي مهنة تتطلب احتكاكًا بالجمهور.

حتى الأصحاء يمكنهم الاستفادة من اللقاح لتجنب الأيام الضائعة في العمل أو الدراسة بسبب المرض.

هل هناك آثار جانبية للقاح الإنفلونزا؟

معظم الآثار الجانبية طفيفة وتزول خلال يومين، مثل:
– ألم بسيط مكان الحقن.
– احمرار أو تورم خفيف.
– حمى منخفضة الدرجة.
لا يُسبب اللقاح الإنفلونزا، لأن الفيروس فيه معطل أو مضعف جدًا.

كيف ومتى تحصل على التطعيم؟

يُفضل الحصول على اللقاح مع بداية الخريف (سبتمبر – نوفمبر)، قبل ذروة موسم الإنفلونزا. يتوفر في المراكز الصحية والصيدليات، وعادةً ما تكون تكلفته منخفضة أو مجانية في بعض البرامج الحكومية.

الخلاصة

التطعيم ضد الإنفلونزا ليس خيارًا، بل مسؤولية صحية تجاه نفسك والمحيطين بك. فهو يقلل من خطر الإصابة، ويحمي الفئات الهشة، ويساهم في استقرار المنظومة الصحية. لا تنتظر حتى يصيبك المرض، بل احرص على تلقي اللقاح سنويًا لضمان فصل شتاء أكثر أمانًا وصحة.

زر الذهاب إلى الأعلى