تعرف على أضرار الجلوتين: لماذا يؤذي بعض الناس دون غيرهم؟

يُعد الجلوتين من أكثر المكونات إثارة للجدل في عالم التغذية، فبينما يتناوله الملايين دون مشاكل، يعاني آخرون من أعراض مزعجة عند تناوله. فما هي أضرار الجلوتين على بعض الأشخاص؟ ولماذا يسبب مشاكل صحية لقطاع معين دون الآخر؟

ما هو الجلوتين؟

الجلوتين هو بروتين موجود في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والجاودار. يتميز بقدرته على إعطاء العجين قوامًا مرنًا، مما يجعله مكونًا أساسيًا في الخبز والمعجنات. لكن بالنسبة لبعض الأجسام، يتحول هذا البروتين من مجرد مادة غذائية إلى مصدر للالتهابات والمشاكل الصحية.

الفئات الأكثر تأثرًا بالجلوتين

ليس الجميع متساويين عندما يتعلق الأمر بالجلوتين. هناك ثلاث فئات رئيسية تتأثر سلبًا به:

1. مرضى الداء البطني (السيلياك)

هو اضطراب مناعي ذاتي حيث يؤدي تناول الجلوتين إلى تلف بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يعيق امتصاص العناصر الغذائية. تشمل الأعراض:
– آلام البطن والإسهال المزمن.
– فقدان الوزن غير المبرر.
– التعب الشديد ونقص الفيتامينات.

2. حساسية الجلوتين غير السيلياكية

يعاني بعض الأشخاص من أعراض مشابهة لمرض السيلياك دون وجود تلف في الأمعاء. تشمل العلامات:
– الانتفاخ والغازات.
– الصداع وآلام المفاصل.
– الطفح الجلدي أو الضبابية الذهنية.

3. المصابون بحساسية القمح

هنا تكون المشكلة متعلقة بالحساسية تجاه بروتينات القمح وليس الجلوتين تحديدًا، لكن الأعراض قد تتشابه، مثل:
– صعوبة التنفس أو تورم الفم.
– الغثيان أو القيء.

كيف يؤثر الجلوتين على الجسم؟

عندما يتناول الشخص الحساس للجلوتين أي طعام يحتوي عليه، يحدث تفاعل غير طبيعي في الجهاز المناعي أو الهضمي:
– الجهاز الهضمي: يهاجم الجسم الأمعاء مسببًا التهابات وتلفًا في الزغابات المعوية، مما يؤدي إلى سوء الامتصاص.
– الجهاز العصبي: قد يسبب الجلوتين أعراضًا مثل الاكتئاب أو القلق بسبب تأثيره على توازن النواقل العصبية.
– الجلد: بعض الأمراض الجلدية مثل “التهاب الجلد الهربسي الشكل” ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجلوتين.

هل يجب على الجميع تجنب الجلوتين؟

الإجابة لا. فقط الأشخاص الذين يعانون من إحدى الحالات المذكورة أعلاه يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين. بالنسبة للآخرين، فإن التخلص من الجلوتين دون سبب طبي قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية مثل الألياف والفيتامينات الموجودة في الحبوب الكاملة.

كيف تكتشف إذا كان الجلوتين ضارًا لك؟

إذا لاحظت أعراضًا مستمرة بعد تناول الأطعمة المحتوية على جلوتين، يمكنك:
1. استشارة طبيب لإجراء فحوصات الدم أو الخزعة لتشخيص الداء البطني.
2. تجربة نظام غذائي خالٍ من الجلوتين لفترة قصيرة وملاحظة التحسن.

بدائل صحية للجلوتين

لحسن الحظ، هناك العديد من البدائل الآمنة، مثل:
– الأرز والذرة والكينوا.
– دقيق اللوز أو جوز الهند.
– البطاطا الحلوة والبقوليات.

في النهاية، الفهم الصحيح لتأثير الجلوتين على الجسم يساعد في اتخاذ خيارات غذائية ذكية. إذا كنت تشك في وجود حساسية، فلا تتردد في البحث عن التشخيص المناسب لتحسين جودة حياتك.